Admin Admin
المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 10/07/2009
| موضوع: طبيعه فن السينما الجمعة يوليو 10, 2009 7:26 pm | |
| طبيعة فن السينما : نشأت فنون الرقص , والغناء , والدراما , والأدب , والموسيقى , والفن التشكيلي نشأة خاصة , فقد كانت نشأتها بين النخبة الممتازة من الناس . فلم يمارسها ولم يتمتع بها إلا الأرستقراطيون . أما السينما فقد نبعت من صالات التسلية البدائية فكانت نوعاَ من أنواع التسلية واللهو . ولعل نشأتها المتواضعة جعلت الخاصة تتجاهلها في أول أمرها , ولكن سرعان ما استحال استمرار هذا التجاهل , إذ أن إقبال المتفرجين وضحكاتهم أخذت ترتفع , فأخذت السينما تكتسح ما يقف أمامها في قوة الطوفان الجارف حتى صارت من أهم وسائل الاتصال السمعية والبصرية في القرن العشرين . وللموضوع جذوره . . فقد وصف ليوناردو دافنشي في مذكراته التي لم تنشر , والتي جاء ذكرها بالتفصيل في كتاب " السحر الطبيعي " لمؤلفه جيوفاني باستاد بللا يورتا , والذي نُشر عام 1558 أصل الصورة السينمائية بقوله " إذا أنت جلست في حجرة دامسة الظلام في يوم مشمس , ولم يكن بالحجرة سوى ثقب بمقدار رأس الدبوس في أحد جوانبها , استطعت أن ترى على الحائط المقابل للثقب , أو على سطح أخر في الغرفة , ظلالاَ أو خيالات للعالم الخارجي : شجرة , أو رجلاَ , أو عربة عابرة .
وما أشبه جماعة من الناس في غرفة مظلمة , يتطلعون في دهشة وعجب إلى الخيالات المتحركة , بجماعة من المتفرجين في قاعة مظلمة يشاهدون شاشة السينما , وهكذا كما نرى بدأت السينما بالصور فقط .وبقوة الصور لم تجد السينما الصامتة صعوبة في إرضاء جماهير ضخمة .
وفى أول الأمر حاول السينمائيون أن يصوروا للمتفرجين المسرحيات برمتها , وكما هي , بل والكاميرا ثابتة على بُعد محدد . وكان الممثلون يواجهون المتفرجين مواجهة تامة تماماَ كما يفعلون على خشبة المسرح . بل إن المُشاهد كانت تبدأ بدخول الممثلين وتنتهي بخروجهم . كانوا يريدون الظفر بما في المسرح من قوة ناتجة عن وجود الممثلين بلحمهم وشحمهم , فقد كان عرض العلاقات الإنسانية في المسرحيات المصورة يثير في نفس المتفرج الشعور بالتوتر ويغريه بالتعرف على نفسه , وهو المفتاح الذي يفتح مغاليق الانفعال . فقد كانت مشكلة السينما الرئيسية هي عدم وجود متفرجين كما في المسرحية . وبعد عدة سنوات تبينت السينما أنها تستطيع أن تفعل أكثر من تصوير المسرحية , بل أنها تستطيع أن تحول ضعفها إلى قوة . فعندما أدخل جريفث " اللقطة القريبة " , كانت دهشة المتفرجين كبيرة إلى حد دعاهم إلى الصياح " أين أرجل هذا الوجه ؟ . ولكن السينما , مضت تخلق وتثبت تقاليدها الخاصة , والتي هي أشد ترابطاَ وثباتاَ من تقاليد المسرح , ثم كان تغير مكان الرؤية , فبعد أن يصور جزء من مشهد من زاوية معينة , يصور جزء أخر من زاوية أخرى وكان الخوف من ذلك أن يشعر المتفرج بالدوار - ولكن المتفرج لم يُبد أي تبرم على إعفائه من القيود البدنية المفروضة على الجسد , وقبل على الفور دور المتفرج المتحرك . . ينظر من جانب ثم ينتقل لينظر من الجانب الآخر , وينظر من بعيد ثم من قريب , مرة من داخل الغرفة إلى الخارج , ومرة أخرى من الخارج إلى داخل الغرفة , مرة من فوق كتف البطلة , ومرة أخرى من فوق كتف البطل . وهكذا تحولت نقطة الضعف ( أي عدم وجود متفرجين ) , إلى نقطة قوة ( أي عنصر الحركة ) . كانت الحركة الذاخرة بالمعنى تأسر الاهتمام , بل أنها تخلق لدى المتفرج الشعور بالتوتر والانفعال .ومع أن السينما كانت تتصف بالقوة منذ بدايتها , ولكنها عندما أصبحت ناطقة كبُرَ أتساع أهميتها كوسيلة تعبير . فالكلمات تستطيع أن تقوم بتوضيح الحركة ومعانيها , وبالجمع بين الصور الغنية بالتفاصيل والمعاني , وبين الكلمات التي تقول بطبيعتها شيئاَ واحداً في وقت واحد , أكسب السينما قوة فريدة تعمل على إدماج المتفرج في سيل دائم من التفكير والانفعال وتجعله شريكاَ مشاركاَ إلى حد عظيم . وهكذا نراها وصلت باستغلال عدم وجود المتفرجين , إلى أن تتعلم كيف تنمي طاقتها المؤثرة في العواطف . فكثيراً من المشاهد التي كان يراها المتفرج بارعة, إنما كانت كذلك لأن المتفرج نفسه هو الذي يقوم بتمثيلها , وذلك لأن مجموعة اللقطات الغنية بالمعاني , استدرجته إلى نوع من الانفعال تصبح فيها الأدوار متبادلة بينه وبين الممثل . هكذا أصبح للسينما لغة لها أجروميتها ومفرداتها وحسناتها وبلاغتها ... حيث اللقطة هي الوحدة الأولية , ومن تراكيب هذه اللقطات تتكون المشاهد , وجمال اللقطة وانسيابها أو تصادمها مع اللقطة التالية ينتج معنى ما , يصر السينمائي أن يُشرك المتفرج معه في استنتاج هذا المعنى فيصبح دوره إيجابياَ في عملية التلقي , كما يملك السينمائي عناصر الموسيقى . . والمؤثرات الصوتية . . والإضاءة . . واللون . . والتمثيل . . والتكوين , وكلها عناصر تشكل مفردات اللغة التي يُكتب بها على الشاشة , وتشكل في الوقت نفسه قنوات الاتصال بينه وبين المتفرج عبر السمع والبصر معا . وهكذا أصبحت السينما وسيلة سمعية بصرية أساسية من وسائل الاتصال الجماهيري , تناولت كل شريحة من شرائح المجتمع وعالجت كل موضوع ووصلت إلى كل جمهور. بل أنها أصبحت تستحق أن يُطلق عليها اسم " الفن السابع " | |
|